24 February 2013

تاء التأنيث و نون النسوة




موروثاتنا السلبية عن النساء في مصر كثيرة لا تعد ولا تحصي رغم وجود الكثير من الشخصيات المؤثرة الناجحة ابتداءاً من كليوبترا و شجرة الدر إلى هبة رؤوف عزت ... دعونا نتذكر موروثاتنا السلبية التى تركز على أننا نعيش في مجتمع ذكوري بكل معني الكلمة... فمنذ أن تبدأ المرأة فى حملها و تنهال عليها الدعوات "يا رب يكون ولد" !! هل البنت عار إلى هذا الحد؟؟ و عندما تأتي المرأة بمولودها ليجدوا أنها بنت تتحول المباركات إلى "إن شاء الله ربنا يرزقك بولد المرة القادمة" !! وقد يلجأ الرجل إلى الزواج من أخرى لأنه يتمني "الولد" رغم أن لديه ما يصل إلى خمس بنات متفوقات ولكن هذا لا يكفيه ولا يكفي أهله !! نعم مازال هذا يحدث حتي يومنا هذا و فى أرقى مدن مصر !!


لننتقل لمرحلة دخول الأبناء لمرحلة التعليم، وما أدراكم بالتعليم... تبدأ الأم و الأب في غرز موروثاتهم فى أبناءهم فتجد أن لغة الحديث تتحول إلى "الولد هو المهم، هو اللى لازم ينجح و يتفوق، هو المطالب بدخول كليات القمة، البنت مش مهم"!! وعندما تتفوق البنت على أخاها الولد تبدأ سلسلة من التوبيخ للولد "أختك (البنت) دخلت طب وانت فاشل" !! وتجد أن المشكلة كلها تكمن فى أنها "بنت" !! ناهيك عن الأشياء المباحة للولد ومحرمة على البنت لأنه "ولد" !!


ولذلك نجد أن مجتمعنا واجه و مازال يواجه مشكلة أن صوت المرأة في الفترة الأخيرة بات مسموعاً... فبدأت تتعالى الإتهامات لكل من على صوتها بأنها إما "مش محترمة" أو "ليس لها أهل" أو "ليس لها رجل يحكمها" كما يرددون، لا أحد قادر على تقبل أن المرأة فى زمننا هذا أصبحت ذات موقف قوة وقادرة على التحدث والمطالبة بحقوقها فى القبول المجتمعي لها كإمرأة "غير متزوجة" أو "مطلقة" أو "أرملة" أو"عقيمة" أو "عاملة" أو"ثائرة" والكثير من الصفات العنصرية التي تجعل من المرأة مجرد شيء يجب الوقوف أمام تقدمه... ختاماً تذكروا أن الحرية مؤنثة.


إسراء يعقوب